موسى إبراهيم مشاركة المقال كنت أتحاور عبر تقنية الزووم مع شخصيتين أكاديميتين من مدينة ليبية معينة، ولهما دور اجتماعي وسياسي في مشروع ما يسمى بـ "الحوار والمصالحة الوطنية" (وهو مشروع مزيف يستخدمه الجميع لأغراضهم الخاصة). تكلما فاسترسلا عن جميع المبادئ الوطنية التي تجمعنا كمواطنين ليبيين رغم اختلاف توجهنا السياسي باعتباري أنا "قذافيست" قديم متاع الديكتاتورية الفردية، وباعتبارههما هما فبرايريان ديموقراطيان من جماعة الربيع والزهور والجو هذا. فأقسمت لهما أنني مستعد للقبول بالديموقراطية (ولو على مضض) من أجل ليبيا! ففرحا وبان عليهما الفرح! ثم وفي نَفَسٍ واحد قال أحدهما (والآخر يهز رأسه ويؤمّن على كلام زميله): حتى السفير الأمريكي راهو عاجبه الكلام وبيساعدنا في الميضوع! (الميضوع هو "الموضوع" في لهجة بعض الليبيين، وأنا منهم). قلت لهما: وكيف عرفتما أنه سيساعد، وكيف سيساعد؟ استبشرا بسؤالي لأنه علامة عندهما على الرضا والانخراط! قالا: التقينا بموظف مسؤول في سفارة الميريكان (وأخبراني بالإسم)، وطمأننا أن الرئيس بايدن يريد أن ينهي فترة رئاسته بإنجاز سياسي في ليبيا ليضاف إلى رصيده السياسي! وأن الميريكان وعدوا بالإشراف على مرحلة انتقالية ديمقراطية في البلد تضم حتى القذافيست اللي زي حالاتي، وبالك يعني نحصلوا معاهم خبيزة! (أي ربما نتحصل جميعنا على رغيف عيش "منصب" معاهم). تخيلوا: بايدن المجرم السفاح، الذي دعم ويدعم الكيان إياه بالسلاح والمال والغطاء الديبلوماسي، لذبح 50 ألف عربي في هذه السنة فقط، وكان نائب الرئيس الأمريكي الذي دمر ليبيا في 2011 وقتل دون رحمة الآلاف المؤلفة من رجالها ونسائها وأطفالها، ومسيرته السياسية كلها من 50 عاماً كلها حقد على العرب والمسلمين، وتنفيذ لأجندة الغرب ضد أمتنا وديننا، يريد الآن أن ينقذ ليبيا وينشر فيها السلم والمصالحة والمحبة... والديموكراتية! قلت لهما: في "أحسن الظن" يا أساتذة أنكما وطنيان جاهلان (والجاهل عدو نفسه). وفي "وسط الظن" أنكما وطنيان يائسان تبحثان عن قشة (والغريق يتعلق بقشة)، وفي "أسوأ الظن" أنكما متواطآن مع العدو، وخائنان لبلدكما وأمتكما ودينكما. لا أظن أنهما سيتصلان بي مجدداً. لا يصح أن يكون اسمي واسم موظف بالسفارة الأمريكية في نفس قائمة الأسماء في نفس الهاتف. هذا لا أرضاه لنفسي، ولا يرضاه لي حبيبي وإمامي الشهيد الذي اجتمعت على قتله 44 دولة كافرة ظالمة عدوة لله ولرسوله الكريم! وبعدين نفس الليبيين الخونة هؤلاء يمشوا يتفرجوا على فيلم عمر المختار ويتخيلوا في روحهم أبطال مجاهدين مع شيخ الشهداء! بينما هم في الحقيقة ضمن المرتزقة "الباندات" "المطّلينين" الذين جندهم الطليان الفاشيست ضد أبناء ليبيا المجاهدين. في الصورة المرفقة: في مارس سنة 1937 (بعد 6 سنوات من استشهاد عمر المختار) أعيان ومشايخ ووجهاء طرابلس يقدمون البيعة للزعيم الفاشي موسوليني أميراً للمؤمنين، فيما الجموع في ساحة كاستيلو بطرابلس تهتف بحياة موسوليني في الساحة المركزية بالمدينة قائلين: مرحبتين بكازي روما ** من غيره ما هناك حكومة. يظهر في منتصف الصورة موسوليني يمتطي حصانه وسط جمع من حوالي 4000 مقاتل من الباندات الليبية، بعد أن أهداه مفتي الديار الليبية سيفاً سماه "سيف الإسلام" باعتبار موسيليني هو حامي الإسلام والمسلمين.