واثقة الخطوة نحو الهدف.. حكاية الدكتورة عائشة معمر القذافي والألوان والريشة الأربعاء 23 أكتوبر 2024-13:26:37 مساءاً
عبدالله التومي مشاركة المقال واثقة الخطوة نحو الهدف حكاية الدكتورة عائشة معمر القذافي والألوان والريشة هل هي قصة عشق؟ أم تفريغ لوجع الفقد؟ أم ماذا؟ أسئلة كثيرة تطرحها الدكتورة عائشة معمر القذافي، ابنة الشهيد وأخت الشهداء والأسرى والمهجرين. تلك اللوحات ليست سوى ورق وألوان استخدمت فيها الريشة التي حرمتها أنامل سيدة ثلاثينية غادرت وطنها بعد أن استوطنه "حثالة البشر". نعم، غادرته، ولكنه لم يغادرها. فهي حملته كما تحمل الآن جنينها. وكيف لعائشة التي رضعت حب الوطن مع حليب أمها، ونهلت من عبق عطر تاريخه من العقيد الذي كان يجلس متوسّطًا الخيمة، وهي وأخوتها ووالدتها حوله، يلقي عليهم دروس التاريخ، يشرح لهم معاناة الشعوب، ويطرح أمامهم كيف ستتخلص البشرية من عبوديتها وتنتصر على طغاة العصر؟ بالأمس، وفي مؤتمرها الصحفي من قلب موسكو، تصدح عائشة بصوتها الذي تم صقله في عصر الرجال. فهي المحامية التي قادت فريق الدفاع عن الشهيد صدام حسين، وهي طالبة الدكتوراه في أرقى جامعات العالم، السوربون، التي ترفض أن تواصل دراستها للقانون بعد أن لم يعد هناك قانون يحكم بين البشر. وهي التي سارعت للمساهمة في تخفيف معاناة الكثيرين من خلال جمعية خيرية اختارت لها اسم "واعتصموا"، وكأنها كانت تدرك أن ما يُحاك لوطنها ووالدها كبير جدًا. وهي التي وقفت صامدة في بيتهم الصامد في باب العزيزية، ووجّهت تحدّيها لكل العملاء والخونة بأن النصر سيكون حليف الحق مهما طال الزمن. وهي التي تنقّلت بين الدول حاملةً معها معاناة شعبها وضياع وطنها، ولكنها حتمًا لم تنحنِ ولم تنكسر، فهي ابنة الشهيد الذي أوصاها أن تزغرد عندما يصلها خبر استشهاده. وهي بصبرها فاقت صبر الخنساء وزينب ورغد وحلا. وهي التي تعجز كل مفردات كل اللغات عن وصف صمودها وصبرها وعنفوان وجودها. كيف لا، وهي ابنة بطل من أبطال التاريخ، وأخت لمن عرف من خلاله كيف تكون جروح المناضل أوسمةً تزين صدره، وشقيقة ذاك الضابط الذي شهد له العالم بأنه قاد الحرب بعقلية كل قادة العالم.